عادةً لا تجد جَرَّاحًا يُجري عمليةً جراحية كبرى بشكل منفرد؛ فتجد الفريق الجراحي يتكون من:
- الجراح الذي سيجري الجزء الأكبر أو الأهم من العملية.
- مساعد أو أكثر للجراح، وعادةً يكون المساعد إما متدربًا على هذا النوع من العمليات أو مشرفًا على الجراح.
- طبيب التخدير المسئول عن تخدير المريض ومراقبة علاماته الحيوية طوال العملية، وعكس تأثير المخدر عند انتهاء العملية.
- أحد أفراد التمريض، ويكون مسئولًا عن إمداد الجراحين بالأدوات المطلوبة، وحَصر الأدوات للتأكد من عدم ضياع أو نسيان أي منها خلال العملية.
لذا فأي طبيب يقوم بإجراء عملية جراحية معقدة، لابد أنه شاهد هذا النوع من العمليات وأدّى دور المساعد مرارًا قبل أن يتولى إجراء الجزء الرئيسي منها بنفسه، لكن هناك دائمًا أول مرة، أليس كذلك؟
دعني أقص عليك قصة هذه الصورة.
هذه الصورة التقطها صديق لي الصيف الماضي في أحد أيام التدريب الإكلينيكي في الكلية، وكانت هذه أول مرة أساعد في عملية كبرى. كانت الجراحة عبارة عن إصلاح فَتق في جدار البطن وتركيب شبكة برولين لرجل في العقد السادس من العمر، لكنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي C؛ لذا تراني أرتدي قفازات صفراء، وتحتها نوع آخر من القفازات صعبة الاختراق.
وعلى الرغم من مشاهدتي للعديد من الصور ومقاطع الفيديو، بل وحضوري لعدة عمليات مماثلة من قبل، إلا أن المشاركة في عملية جراحية تختلف كثيرًا عن المشاهدة.
صحيح أن دوري في هذه العملية كان مقتصرًا على جَذب بعض الآلات أو إبعاد الأعضاء لإفساح المجال للجراح ليتمكن من العمل، بالإضافة إلى قَصّ الخيوط بعد أن ينتهي من "الغُرَز" الجراحية، لكن مجرد تخطي الحاجز النفسي لأن تشارك في شيء كهذا - يعتبر مكسبًا بكل تأكيد!
يُذكَر أني شاركت كمساعد في عدة عمليات بعد هذه، كاستئصال الغدة الدرقية واستئصال الزائدة الدودية وغيرها (وهو ليس بالأمر المعتاد بالنسبة لطلبة الطب غالبًا)، وكنت في كل مرة أتعلم المزيد وأتقن المهام البسيطة التي تعلمتها في المرة السابقة؛ لكن تبقى المرة الأولى مختلفة دائمًا.
